دراسة تحليلية تاريخية لمخطوط الفقيه عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى الله

دراسة تحليلية تاريخية لمخطوط الوالد الفقيه عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى الله ، رحمهم الله تعالى المخطوط بتاريخ 1226 للهجرة ب ( تكبه ) قرب تامشكط ، وعنوانه : المشيرة إلى طريقة الهدى المنيرة. يقول الفقيه عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى فى ختامه : انتهت المشيرة إلى طريقة الهدى المنيرة على يد ناقلها لشيخه ووالده إبراهيم بن عبد الرحمان بن عبد الله بن الحاج بن أعج الجمانى ، عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى الله ، يوم الاثنين ثانى شوال عام 1226 ، وقبله بأربعة أشهر ونصف جمادى الأولى توفي الشيخ سيدى المختار بن أحمد بن بوبكر الكنتى ، لا زالت عنا بركته ، ولا افتتنا بعده . تسع من إكتوبر فى تكبه ، عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى الله تعالى الجميع ) . عندما نتأمل هذه السطور بالدراسة والتحليل ، سنتوصل إلى النتائج التالية : - أن المخطوط يكشف لنا حالة الإنفتاح الإجتماعى والترابط العلمى والروحى والأخوى السائد أو شبه السائد بين القبائل الشنقيطية آنذاك ، كما نراه فى الوالد الفقيه عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى الله كنموذج لعصره ، حيث يذكر فى هذا المخطوط شيخين وعلمين بارزين ، أحدهما من قبيلة كنته هو الشيخ سيدى المختار الكنتى رحمه الله ، ويتبرك به بقوله ( لا زالت عنا بركته ) ، والعلم الثانى هو شيخ الفقيه عبد الوهاب نفسه ، والذى أهدى له هذا المخطوط ، وهو الشيخ ابراهيم بن عبد الرحمان بن عبد الله بن أعج الجمانى رحمه الله تعالى ، من قبيلة أجمان . حيث يذكر الوالد الفقيه عبد الوهاب سلسلة نسب شيخه الجمانى ، ويصفه بشيخى ووالدى . وهذا شاهد على الترابط الروحى والعلمى بين القبائل آنذاك . - الفائدة الثانية أن المخطوط يكشف لنا مدى شغف ورغبة أهل ذلك الزمن بالإزدياد العلمى دون شغف أو فتور ، فهذا الفقيه عبد الوهاب بن أحمد بن الحاج حمى الله ، كنموذج ، يأخذ العلم من شيخه إبراهيم الجمانى ، ولا يكتفى بعلوم أسرته ومجتمعه ومحيطه ، مع أن العصر يشهد لهم بالسبق العلمى والمعرفى فى كل الفنون ، لكنه مع ذلك يعمق الطلب العلمى مع شيخه إبراهيم الجمانى ، كما فعل الفقيه النابغة القلاوى فى خروجه إلى منطقة الغرب ، بعد تشبعه من العلم فى الحوض شنقيط ، وكيف لا ، والله تعالى يقول ( وقل رب زدنى علما ) . - ثالثا يكشف لنا المخطوط اهتمام الوالد الفقيه بالتاريخ وبأحداث زمانه ، ويظهر أن الفقهاء أنذاك كانوا يهتمون بأحداث زمانهم ويدونونها فى مخطوطاتهم ، فالفقيه عبد الوهاب هنا مع علمه وورعه ، يدون أحداث زمانه فى مخطوطاته ، بالهجرى والميلادى هنا فى هذا المخطوط ، دون حدث وفاة الشيخ سيدى المختار الكنتى رحمهم الله ، وفى مخطوط له أخر " جمع وتبيين وتقريب فوائد شرح ابن زكرى على النصيحة " يذكر فيه تاريخ الفراغ من المخطوط ،ويذكر الحدث البارز الذى وقع فى ذلك العام ، وهو وفاة آماش ، وفى مخطوط آخر يفعل مثل ذلك . وتحديده لمكان الحدث ، فهنا ذكر أن المخطوط اكتمل فى ( تكبه ) قرب تامشكط ، وهذا يصدق ماقاله المؤرخون أن أولاد يبويه كانوا فى تامشكط . - رابعا اهتمام الفقيه عبد الوهاب بشيوخه فى العلم ، ومعرفته لسلسلة نسبهم ، لأنه ذكر سلسسلة نسب شيخه الجمانى . خامسا : تعمق علمه بمعرفة أن شيخ العلم يستحق أن يطلق عليه إسم الوالد ، ويتساوى مع الوالدين فى التسمية والمنزلة ، حيث يقول الفقيه عبد الوهاب لشيخه الجمانى : ( على يد ناقلها لشيخه ووالده إبراهيم الجمانى ) ، وهو بهذا البعد العلمى المتعلق بشيوخ العلم ، يتوافق مع ماقاله النووى رحمه الله ( فإن شيوخه فى العلم آباؤه فى الدين ) . إعداد : محمد فال عبد الوهاب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أولاد سيد بوبكر المعروفين محليا ب"شرفاء لقلال

التعريف بأجداد الإمام محمد قلي جد قبيلة لقلال

قبيلة لقلال ... في سطور