‏النابغة القلاوي رحمه الله

هو محمد النابغة بن عبد الرحمن بن أعمر بن بنيوك السلاوي , من آل تاج الدين المساوي فرع من عشيرة أولاد موسى بن محم بن أحمد بن محمد قلي المعروفين أولاد موسى البيظ من قبيلة الأقلال  .وأمه ميمونة ينت عبد الله بن الحاج حماه الله القلاوي .
ورغم معرفتنا بتاريخ وفاة الرجل يقول الأستاذ يحيى ولد البرا إلا أن مولده يبقى أمرا مجهولا فأغلب من ترجم له يذهب أنه ولد فى الحوض فى نواحي تامشكط ويقول بعض الباحثين كمحمذن ولد باباه أنه ولد فى شنقيط وانتقلت أسرته إلى منطقة الحوض ، و قد صرح النابغة بنفسه بذلك في آخر نظمه لجامع الإيمان :


نظمه ذوالعجزوالتفريط           محمدالنابغةالشنجيطي

درس النابغة على والده و أخذ عن خاله الشيخ عبد الله بن الحاج حماه الله ناظم الرسالة والأخضري  الذى اتفق كل المترجمون أنه خاله وشيخه و قد تأثر به النابغة، وكان يذكره و يستشهد بكلامه, من ذلك قوله في منظومة أحكام الردة:


ثم يقول شيخناوخالـي   عبدالإله فيزمانخالي

وقد لاحظ خاله مخائل الذكاء والفهم  عليه فقد كان ذات يوم رديفا له فألتقيا بالمختار ولد بونه على جناح السفر فعرض المختار على عبد الله نظمه " الإحمرار " و لما انصل الردف عن ولد بونه إذا بالنابغة يحفظ النص عن ظهر قلب .
وتعود تسميته بالنابغة إل حادثة وقعت له فى الصغر فقد كان يوما مع خاله عبد الله بن الحاج حماه الله الذى يقرئه القرءان فى نخيله وظل يأكل الرطب وفى المساء عاد إلى الحي فى بادية خارج شنقيط فحلبت للشيخ ناقة وجيئ باللبن فارتغى منه الصبي فزجره خاله خوفا عليه من التخمة فرفع الطفل رأسه بعد أن شرب وقال لخاله مرتجلا :


وليس للرغوة ضريوجد    لقوله جل:فأماالزبـد

مشيرا إلى قوله تعالى : " فأماالزبدُ فيذهبُ جفاء وأماماينفعُ الناسَ فيمكُثُ فى الأرض "
كون النابغة رصيدا علميا وافرا ثم رحل فى رحلة علمية يبحث ممتطيا همة لاتعرف الكلل التقى خلالها بالفقيه الطائر الصيت حبيب الله بن القاضي الإجيجبي الذى مكث معه وقتا قبل أن يتابع المسير.
يقول بن الأمين فى الوسيط :
" كان كلما اجتمع بعالم وعرض عليه طلبه يسأله أي فن تريد أن يقرأ فلا يراجعه الكلام بعد ذلك حتى لقي العلامة الشهير ولي الله أحمد بن العاقل الأبهمي الديماني فقال له : " مشِّي " فألقى عصا التسيار "
لزم النابغة شيخه ابن العاقل و اعتمد أقواله من ذاك قوله في منظومة " بوطليحية ":


أفتىبذلك شيخناابنالعاقل       وهو ظاهـرلكـل  عاقـل

ورافقه فى أسفاره العديدة إلى الأمراء والوجهاء والتلامذة والمراسي ، ومكث معه حتى توفي ورثاه النابغة بأرجوزة

يعد النابغة من أبرز فقهاء منطقة القبلة،إذ أنه أول من طلع على أهلها سيفا مسلولا على ما يراه مخالفا للشرع من سلوكيات و عوائد أهل المنطقة ، فكانت أول بادرة منه عند مقدمه حسبما ترويه الحكاية الشعبية المتواترة أن انتقد مجموعة من الظواهر التي
تعارفها أبناء المجتمع و ألفوها.فهو الذي أخذ على أهل الأرض مسائل ثلاث رآها غير شرعية وهي :


- أولا: الإختلاط بين الأجانب


- ثانيا:عدم الإكتراث بأموال اليتامى بتركه عند الرعاة دون رقابة ولا وكثرة الإيجار عليه عند السقي


- ثالثا: التيمم دون سبب ظاهر .


ولما سمع شيخه أحمد بن محمد العاقل بذلك قال أنه سيجيبه عن هذه المسائل بعد مشاهدتها كل واحدة منها على حدة. فبالنسبة لمال الأيتام فبعد ثلاثة أيام ،وبالنسبة للتيمم فبعد شهر ، بالنسبة للإختلاط بين الأجانب فبعد سنة . أما الأولى فقد أوصى أحمد كل من يكفل يتيما أن لا يسقي شيئا من ماله إلى ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع و بلغت الماشية من العطش مبلغا كبيرا أتى أحمد و النابغة البئر ، فلاحظ النابغة ماشية في غاية العطش ,وسأل عنها لمن هي ؟ فأجابه أحمد أن ذلك مال أيتام الحي .فقال النابغة :واجروا على هذا المال من يسقيه بثلثه إن وجد وإلا فبنصفه .فقال له أحمد :هذه إحدى المسائل التي استشكلت ،ولقد كان يسقى من دون أجرة,وربما يشرب أحد من القائمين عليه من بعض لبنه أو يركب من ركابه.
فقال النابغة:
ارجعوا إلى ما كنتم عليه معهم
. وأمَّا الثانية المتعلقة بالتيمم، فقد وجد النابغة نفسه بعد شهر من استعماله للماء لا يستطيع أن يزيل الوسخ عن يديه فضلا عن أن يتطهر به لما أصيب من مرض الشقيقة جراء ذلك.وأما الثالثة فقد سأله شيخه أحمد لما دارت السنة هل سمع بطروءِ دعيٍ في الحي ؟ فأجابه النابغة بالنفي .فرد عليه أحمد قائلا :إن الأجانب عندنا كقرون البقر تتقارب و لا تتماس .
و مِن المفارقة أن النابغة رغم أخذه على أهل القبلة هجران الماء غسلا ووضوءا فقد أفتى بعدم جواز استعمال الوضوء في ولاته
كما انتقد الكثير من المسائل التي اعتادها المجتمع و درج عليها عمله فيقول:


علامةالجهـل بهـذاالجيـل                  تـرك الرسالـة إلـى خليـل
وتركالأخضري إلى ابن عاشر             وترك ذيـن  للرسالـةاحـذر
وتـركالآجرُّومـية للألفيـة                          وتـركالألفـيـةللكافـيـة
إنخَليلاصـارمثـلالشـم                          يشمـه كـلقليـلالفـهـم
قداستوتفيهالكلاب  والذئاب          ماأبعدالسماءعن نبح الكلاب

وكان أيضا في نظمه "جامع الإيمان" منتقدا و آخذا على بعض أبناء مجتمعه ما أصبحوا يلهجون به من دعاوى و يتداولونه من فتاوى :


وقد استقضاه الأمير التروزي أعمر بن المختار -المتوفى سنة1245هـ - في شأن قضية الخلاف الشائك بين قبيلتي " أهل باركله" و" تندغة " -أهل بوحبينني- وكانا قد تنازعا في أيهما يسبق ليبيع صمغه على ضفة النهر، فأرسل النابغة إلى كل الجهات ليأتي بنموذج من أرضه فلما جاءته الأرض فإذا فيها المحار فحكم لتندغة :




وحاول بعض معاصريه ممن حسده على توليه القضاء التنقيص من شأنه,


تزوج النابغة بسيدة فاضلة من " إدابهم " هي مريم بنت محمذن بن العبيدي بن ألفغ عبد الله ورزق منها بولد سماه عبد العزيزالدباغ وقد فقد بعد أن بلغ مبلغ الرجال واقطعت أخباره


توفي النابغة سنة 1829 م بعد وفاة شيخه بسنة ودفن عد ريعة " تن يدك " جنوب " تن فجَّ "قرب بئر " تندكَسمي " بشمال " إيكَِيدي " بولاية اترارزه ، يقول أبوبكر بن احجاب وؤرخا لوفاته بعدما ذكر موت الأمير أعمر بن المختار :


وبعـدهالنابغـةالغـلاوي         ذوالنظم والشروح والفتاوي

مؤلفاته:
- نظم في نقد المؤلفات يسمى : بو طليحية
- له شرح على إضاءة الجنة للمقري فى العقيدة
- "منظومة العدة في أحكام الردة"

-"المباشر على ابن عاشر": وهو شرح على متن ابن عاشر وقد اختصره اختصارا شديدا.قال في آخره:'وسميته المباشر على ابن عاشر و ستضربون أكباد الإبل شرقا ومغربا ولا تجدون شرحا على هذا الكتاب مثله و الله أعلم' .

- "الأزهري شرح عبادات الأخضري ": وهو شرح على مختصر الأخضري في العبادات.

-" شرح نظم شيخه عبد الله بن حاج لمختصر الأخضري": وهو نظم من 277 بيت يقول في أوله:
عبد الإله الشنجيطي يشتري = بعقده المنظوم تبر الأخضري

-"منظومة ذات الوليين": وهو نظم في المرأة التي عقد لها وليان لمن تكون للزوج الأول أم الثاني

وله نظم فى ذم بعض الممارسات التى لا تتماشى مع الشريعة سماه " خطية فم الحاسي "
وله مغني اللبيب على شرح ابن مهيب
وله شرح لقصيدة " لقد كان خير الخلق "
وله كتاب فتح المربي على صلاة ربي لمحمد اليدالي وهو تكملة للمربي على صلاة ربي لليدالي
وله شرح قصيدة " إن همي كتابك المستبين " لمحمد اليدالي
وله كتاب السند العالي فى مناقب اليدالي وكذلك النجم الثاقب فى بعض ما لليدالي من مناقب

"نظم بوطليحية" في ذكر المعتمد من الكتب و الفتوى عند المالكية وهو نظم في الأصول





رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أولاد سيد بوبكر المعروفين محليا ب"شرفاء لقلال

التعريف بأجداد الإمام محمد قلي جد قبيلة لقلال

قبيلة لقلال ... في سطور