مجموعة أهل محم القلاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم و تعريف ب
مجموعة أهل محم القلاوية أبناء الشريف شاو العباسي يطلق اسم أهل محم أو أهل شاو على ذرية السلطان شاو أحد سلاطين مملكة التنجر في دارفور بالسودان،الذي هاجر إلى موريتانيا بعد سقوط مملكته هناك، و يرجع نسبه إلى رفاعة بن بط بن كوان بن سريح بن عوامل بن نول بن اسحاق بن عبد الرحمن الهلالي بن سفيان المعقور بن سرحان بن جرمول بن قصير بن بطنان بن عجب بن مأمون بن اسحاق بن عامر بن الجراح بن سعد بن الأمير الفضل بن الأمير العباس بن الإمام محمد الكامل بن الإمام علي السجاد بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم حسب شجرة النسب المحفوظة عندهم. و تعني شاو بلغة الهاوسه العربي أما بلغة البرنو فتعني الأحمر قليلا (المشوب بحمرة) والمعروف أن التنجر(أو التجار؛عرفوا بهذا الاسم لارتباطهم بالتجارة) أقاموا مملكة لهم في منطقة دارفور التي وصلوا إليها قادمين من تونس و انتزعوا السلطة من الداجو سكان دارفور الأصليين دون عنف أو قتال في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي ،و يعتبر التنجر هم أول من أدخل اللغة العربية إلى دارفور كما اشتهروا بعاطفتهم الإسلامية القوية ، و بتقاليدهم الأكثر تحضرا من بين السكان الأصلين، وباهتمامهم الخاص بالأوقاف في المدينة المنورة،وكسوة الكعبة، وخدمة الحجاج. ويعتبر السلطان شاو الملقب بـ " شاو دورشيت أو دورشيد" و"الجسور" و "سيد الدور" الحاكم الثاني عشر لمملكة التنجر في دارفور(1) وقد اشتهر بالشدة والصرامة في الحكم، فكان يقود أتباعه من حملة عسكرية لأخرى في ظروف صعبة ويجبرهم على حفر الآبار وبناء القصور في المناطق الجبلية العالية،وهو ما جعل أتباعه يثورون عليه ويتحالفون مع أخيه غير الشقيق المعروف بـ "دالي" قائد قبيلة الكيرا(أخواله) فنشبت بين الطرفين حروب ومعارك أدت في النهاية إلى سقوط مملكة التنجر في دارفور وقيام مملكة الكيرا على أنقاضها ، وتقول الروايات المتداولة في دارفور أن السلطان شاو بعد سقوط مملكته امتطى جوادا أبيض وهجر المنطقة إلى مكان غير معروف. ونجد اسم السلطان شاو مثبتا في وثيقة الوقف المسجلة باسمه في الصكوك الصادرة عن المحاكم الشرعية في السعودية (توجد نسخة منها بحوزة المجموعة) و التي يوقف بمقتضاها دورا ونخلا وبساتين في المدينة المنورة لوجه الله تعالى وقد وصف كاتب الوثيقة السلطان شاو بــــــ"الإمام الباسل الجحجاح الهمام المبجل المعظم....". وتبدو جذوز سلاطين التنجر الهاشمية ونسبتهم لبني العباس واضحة في هذه الوثيقة التي أوقفوا بموجبها أرضا لبني هاشم في المدينة على أساس إرثهم لها عن أجدادهم إذ لا يوجد في ذلك العصر حسب تقاليدهم من السلاطين من يرجع نسبه إلى العباس بن عبد المطلب غيرهم فبنوا فيها الدور والبساتين والنخيل وجعلوها وقفا خاصا بالتنجر، كما هو مبين في الوثيقة. وقد نشر الطيب محمد الطيب المهتم بالثقافة و التراث هذه الوثيقة في صحيفة "الصحافة السودانية" سنة 1975. ويظهر اهتمام السلطان شاو بخدمة بيت الله الحرام و ضيوفه واضحا في الرسالة التي وجهها إلى السلطان سليم العثماني والتي يقول فيها" من السلطان شاو سليمان العربي سلطان التنجر إلى أخيه السلطان سليم العثماني ، لقد جهزت أربعمائة جمل محملة بالكساء وسنون الفيل وريش النعام والعطرون لخدمة بيت الله الحرام وأرسلت معها مائة ألف دينار ذهب وألف ومائتا درهم من الفضة أريدها لوجه الله تعالي" وبعد انتهاء حكم التنجر و اختفاء السلطان شاو من دارفور تشتت التنجر فاستقر بعضهم في دارفور و هم اليوم متمركزون حوالي كتم و جبل حريز بمنطقة شنقل طوباي و هاجر بعضهم إلى تشاد حيث يوجدون اليوم في منطقة مندي ببحيرة تشاد و لهم سلطان مقيم بأنجمينا. وبعضهم هاجر إلى نيجيريا حيث تحالفوا مع البرنو الذين كانوا يسمونهم "عرب شوى" أما السلطان شاو فقد هاجر إلى الصحراء الموريتانية الحالية التي كانت تربطها علاقات تجارية وعلمية قوية مع الشمال الإفريقي،وكان محور طرق التجارة المشهور باسم "درب الأربعين " الذي يربط بين القاهرة و ولاته مرورا بدارفور و تنبكت هو الأكثر ارتيادا منذ نهاية القرن 10 الهجري 16 م و ذلك بحكم الاضطراب الأمني الناتج عن تأثيرات الهجرة الهلالية على المحور الغربي ومسالكه المختلفة، وهو الطريق الذي يفترض أن السلطان شاو سلكه في طريقه إلى مستقره الجديد في موريتانيا. ويبدو أن شاو استقر بعض الوقت في تيرس في الشمال الموريتاني في الجبل المعروف باسمه اليوم (جبل شاو في منطقة بير أم قرين (يلاحظ ارتباط سلاطين التنجر بالجبال حيث أقاموا ملكهم الأول في جبل سي في سلسلة كاورا الجبلية في دارفور). وذلك قبل أن يتوجه إلى شنقيط حيث تُجمع التقاليد والروايات المحلية لمتداولة على ملازمته للولي الصالح القطب الرباني الطالب مصطفى ولد الطالب عثمان القلاوي(توفي 7 ربيع الثاني 1139 هـ الموافق 2 دجمبر 1726م) الذي وصفه البرتلي في فتح الشكور بـقوله "كان وليا صالحا تقيا نقيا سنيا فاضلا فارا بدينه من الفتن يحب العافية ويسعى فيها وظهرت بركته على ذريته فكان فيهم العلم والدين والصلاح وتهابهم العرب واللصوص من بركته مكرما للضيف والزائر نزيله لا يضام له حظ من الفقه وله مكاشفات يتكلم بالحكم) (فتح الشكور تحقيق عبد الودود عبد الله وجمال الحسن، ص:221-222) . ويبدو أن الولي الطالب مصطفى احتضن شاو و ذريته احتضانا خاصا وقربهم واشتهر عنه قوله "أهل شاو مني انتشاو" للتعبير عن قوة الولاء والترابط بين ذرية شاو وذرية الطالب مصطفى من بعده. ونتيجة للحروب والصراعات التي وقعت في شنقيط وغيرها من حواضر الشمال (تينيگي - وادان- تشيت )وتراجع أهميتها التجاريه بسبب انزياح طرق التجارة عنها انطلقت هجرات كبيرة من الشمال إلى الجنوب وتأسست حواضر جديدة (تججگه - قصر السلام...). في هذا السياق التاريخي خرج الطالب مصطف من شنقيط ومعه خاصته وأصفياؤه الذي كان منهم شاو وأقام "حلة" له في منطقة ارگيبه كانت مأوى ومركز استقطاب لمجموعات عديدة ستشكل لاحقا كيان قبيلة لقلال في الجنوب. وهي الحلة التي تذكر مصادرنا التاريخية حادثة إغارة الرماة ( ) عليها بقيادة القائد الرامي المعروف ب "عمر الهزهاز" في منطقة "بلاعة"( ) سنة 1113 ه /01 1701-م والتي كانت نتيجتها هزيمة المغيرين ورجوعهم فرقة بعد فرقة على حد تعبير الطالب احمد ولد اطوير الجنة .(تاريخ ولد اطوير الجنة تحقيق سيد احمد احمد سالم ص 50) وبعد وفاة الطالب مصطف ستتحول قيادة هذه الحلة إلى حفيده الطالب جدو الذي عاش في حضن جده الطالب مصطف وأشرف بنفسه على تربيته بسبب وفاة والده نختيرو و هو صغير، فاستمر الطالب جدو في سياسة جده وتدبير أمر قومه على أحسن وجه حتى وفاته سنة 1184هـ/70-1771م على الأصح من الأقوال. وقد وصف صاحب فتح الشكور الطالب جدو بقوله" كان رحمه الله تعالى فقيها صالحا عالما بأصول الدين سنيا تقيا يبكي من خشية الله تعالى حسن الخط كثير الحياء و حكى عنه تلميذه سيدي محمود الواداني أنه قال ما عصت الله جارحة من جوارحه السبع قط له منقبة عظيمة من كرامات الأولياء ...لم تلهه الدنيا عن اآاخرة وكان ذلك عجبا لأنه ابتلي برئاسة وسياسة أمور قومه وما شغله ذلك عن قراءة ولا عبادة فارا بدينه من الفتن (فتح الشكور ص:156-157). واستقرت ذرية شاو بعد الطالب مصطف مع حفيده الطالب جدو وذريته من بعده وشكلوا مكونا من مكونات كيان أهل الطالب جدو في الرگيبه وأفله. وقد اشتهر أهل شاو والمعروفين كذلك بأهل محم بالعلم والفضل وباهتمامهم الخاص بدراسة القرآن وتدريسه.وتذكر تقاليدهم المحلية نماذج كثيرة من اشتغالهم بالعلم وتعدد العلماء والمفتين فيهم (أكثر من سبع علماء متجاورين يصلون في مسجد حي واحد ) وكذلك تعدد محاظر تدريس القرآن وعلوم الشريعة عندهم. ونذكر من نماذج علمائهم وحفاظهم البارزين للمثال لا للحصر كل من : القاضي احمد بن الهادي بن شاو وحفيده القاضي كذلك سيدي محمد بن ييـــي و محمد امبارك وابنه محمد المختار الملقب ديدار واحمد بـــــي الملقب ابحيده و محمد بن وي الملقب اجيده وابنيه جدو والصغير و محمد عبد الرحمن بن جدو و القاضي احمد بن الصغير الملقب بــــــــ"اجرجار" و الفقيه إطول عمرو والعارف بالله محمد الأمين بن الصغير"أبو" المتقن للقراءات العشر. والحافظ العابد ذو الكرامات أحمد فال بن الصغير بن وي الملقب "أبال" وأبناؤه الخمسة الحفاظ والذين برز منهم في العبادة والسياحة محمد بن أبال و اشتهر منهم احمد بن ابال بقوة الحفظ و حسن التلاوة، ونذكر من حفاظ أهل محم البارزين كلا من: المصطفى بن الصغير بن وي و احمد فال بن محمد بن الصغير المعروف بـ"ابال" ، و عالي بن شاو و محمد فال بن سيدي المختار. و محمد بن الصغير الملقب "من" و محمد الأمين بن الصغير بن جدو و أخيه يحي المشهور بالحفظ والكرم وحسن الخط، و الحافظ الزاهد محمد شعيب بن أحمد داد (النينه)والحافظ محمد شعيب بن الصغير والعالم أحمد بن شعيب وابنه سيدي المختار رحمهم الله تعالى جميعا. كما كان دور أبطالهم بارزا في مقاومة المستعمر و شاركوا في عدة معارك مثل: معركة البيظ (11مارس 1909) و معركة أجار لعصابة (02مايو 1911) و معركة الجحافية (12مايو سنة 1911) واستشهد منهم في يوم أجار بقيادة المجاهد البطل سيدي بن الغوث كل من: محمد الهادي بن سيدي محمد بن ييــــي و سيدي محمد بن احمد بــــــي و محمد المصطفى بن محمد المختار الملقب شيون و سيدي محمد بن محمد بن احمد بابو ، كما برز منهم أبطال و مقاومون أبلوا بلاء حسنا في الدفاع عن الوطن والذود عنه نذكر منهم: ابات اهلو بن يــيــــي وابنه احمد. و أحمد بن سيدي المختار و وشعيب بن احمد بابو و احمد داد بن سيدي بكر . ونذكر من وجهائهم وقادتهم البارزين شعيب بن احمد بابو المشهور بالقوة والحسن مع حظ لابأس به من التعلم (تلميدي حته وامتين حته و زين حته) الذي يرجع له الفضل في استقلال المجموعة وهيبتها ، والفارس البطل الكريم محمد بن الصغير بن امحمد (المشهور بفرسه المعروفة بالعنايه) و الفقيه والقائد إطول عمرو بن محمد عبد الرحمن الذي ساس أمر المجموعة بحسن تدبير و الوجيه سالم بن محمد الأمين بن الصغير الذي لعب دورا كبيرا في رفع صيت مجموعته ومكانتها . ومن أعيان المجموعة الذين اشتهروا بالإنفاق سيدي المختار بن محمد الهادي الذي اشتهر بمواساة فقراء مجموعته والإحسان إليهم و أحمد طالب بن وي و كان له حظ من الفقه و سيد محمد بن احمد صالح. ونذكر من أعيانهم كذلك الصغير بن ابحيده المعروف بـ"اخيارهم" البكاء من خشية الله والبطل سيدي بكر بن احمد بابو و الشهم الشجاع بيده بن با اعمر. أما محاظر المجموعة المشهورة فنذكر منها للمثال لا للحصر: محظرة أحمد بن وي (أحمد بن محمد بن سيدي عبد الله) في ضواحي الطينطان كان يضرب المثل في إتقان خرجيها للقرآن وعلومه ، و محظرة محفوظ بن البني و محظرة مختور بن حبيبان و محظرة سيدي محمد بن الصغير بن امحمد كلها في أفله و محظرة أحمد بن شعيب التي ورثها ابنه سيدي المختار (ددار) في منطقة نواملين و تخرج منها كثير من الحفاظ ومدرسي القرآن في تلك المنطقة. وتظهر المكتبات التي تزخر بعديد الكتب والمخطوطات و المراجع والوثائق الموجودة لدى عدة أسر من المجموعة اهتمامها الكبير بالعلم وانشغالها الخاص به، نذكر من أمثلتها مكتبات كل من: أهل ديدار وأهل محمد عبد الرحمن و أهل الخيمه العامرة و أهل الصغير بن وي و أهل شعيب وغيرها. وتتضمن هذه المكتبات عديد الكتب المخطوطة بيد بعض أبناء المجموعة نذكر من أمثلتها: مصاحف مخطوطة في مكتبة كل من أهل ديدار وأهل شعيب ونسخ مخطوطة من كتب مرجعية مهمة مثل كتاب الحطاب بخط ديدار وكتاب المغني بخط احمد بن شعيب وعدد كبير من الكتب والرسائل والوثائق المهمة. تعتبر منطقة أفله الموطن الأصلي لمجموعة أهل محم وحواضرهم فيها هي: اكنيكيصه (15 كلم جنوب غرب تامشكط )وممردي (45كلم تقريبا جنوب تامشكط)وحي "البونيه" في الطينطان. و لهم حضور في واد ام الخز و أم اشگاگ وكيفه ونواملين فضلا عن وجودهم في نواكشوط ونواذيبو. وفي ما يلي شجرة أسر أهل محم كما وردت في الوثائق المحفوظة عندهم.
مجموعة أهل محم القلاوية أبناء الشريف شاو العباسي يطلق اسم أهل محم أو أهل شاو على ذرية السلطان شاو أحد سلاطين مملكة التنجر في دارفور بالسودان،الذي هاجر إلى موريتانيا بعد سقوط مملكته هناك، و يرجع نسبه إلى رفاعة بن بط بن كوان بن سريح بن عوامل بن نول بن اسحاق بن عبد الرحمن الهلالي بن سفيان المعقور بن سرحان بن جرمول بن قصير بن بطنان بن عجب بن مأمون بن اسحاق بن عامر بن الجراح بن سعد بن الأمير الفضل بن الأمير العباس بن الإمام محمد الكامل بن الإمام علي السجاد بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم حسب شجرة النسب المحفوظة عندهم. و تعني شاو بلغة الهاوسه العربي أما بلغة البرنو فتعني الأحمر قليلا (المشوب بحمرة) والمعروف أن التنجر(أو التجار؛عرفوا بهذا الاسم لارتباطهم بالتجارة) أقاموا مملكة لهم في منطقة دارفور التي وصلوا إليها قادمين من تونس و انتزعوا السلطة من الداجو سكان دارفور الأصليين دون عنف أو قتال في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي ،و يعتبر التنجر هم أول من أدخل اللغة العربية إلى دارفور كما اشتهروا بعاطفتهم الإسلامية القوية ، و بتقاليدهم الأكثر تحضرا من بين السكان الأصلين، وباهتمامهم الخاص بالأوقاف في المدينة المنورة،وكسوة الكعبة، وخدمة الحجاج. ويعتبر السلطان شاو الملقب بـ " شاو دورشيت أو دورشيد" و"الجسور" و "سيد الدور" الحاكم الثاني عشر لمملكة التنجر في دارفور(1) وقد اشتهر بالشدة والصرامة في الحكم، فكان يقود أتباعه من حملة عسكرية لأخرى في ظروف صعبة ويجبرهم على حفر الآبار وبناء القصور في المناطق الجبلية العالية،وهو ما جعل أتباعه يثورون عليه ويتحالفون مع أخيه غير الشقيق المعروف بـ "دالي" قائد قبيلة الكيرا(أخواله) فنشبت بين الطرفين حروب ومعارك أدت في النهاية إلى سقوط مملكة التنجر في دارفور وقيام مملكة الكيرا على أنقاضها ، وتقول الروايات المتداولة في دارفور أن السلطان شاو بعد سقوط مملكته امتطى جوادا أبيض وهجر المنطقة إلى مكان غير معروف. ونجد اسم السلطان شاو مثبتا في وثيقة الوقف المسجلة باسمه في الصكوك الصادرة عن المحاكم الشرعية في السعودية (توجد نسخة منها بحوزة المجموعة) و التي يوقف بمقتضاها دورا ونخلا وبساتين في المدينة المنورة لوجه الله تعالى وقد وصف كاتب الوثيقة السلطان شاو بــــــ"الإمام الباسل الجحجاح الهمام المبجل المعظم....". وتبدو جذوز سلاطين التنجر الهاشمية ونسبتهم لبني العباس واضحة في هذه الوثيقة التي أوقفوا بموجبها أرضا لبني هاشم في المدينة على أساس إرثهم لها عن أجدادهم إذ لا يوجد في ذلك العصر حسب تقاليدهم من السلاطين من يرجع نسبه إلى العباس بن عبد المطلب غيرهم فبنوا فيها الدور والبساتين والنخيل وجعلوها وقفا خاصا بالتنجر، كما هو مبين في الوثيقة. وقد نشر الطيب محمد الطيب المهتم بالثقافة و التراث هذه الوثيقة في صحيفة "الصحافة السودانية" سنة 1975. ويظهر اهتمام السلطان شاو بخدمة بيت الله الحرام و ضيوفه واضحا في الرسالة التي وجهها إلى السلطان سليم العثماني والتي يقول فيها" من السلطان شاو سليمان العربي سلطان التنجر إلى أخيه السلطان سليم العثماني ، لقد جهزت أربعمائة جمل محملة بالكساء وسنون الفيل وريش النعام والعطرون لخدمة بيت الله الحرام وأرسلت معها مائة ألف دينار ذهب وألف ومائتا درهم من الفضة أريدها لوجه الله تعالي" وبعد انتهاء حكم التنجر و اختفاء السلطان شاو من دارفور تشتت التنجر فاستقر بعضهم في دارفور و هم اليوم متمركزون حوالي كتم و جبل حريز بمنطقة شنقل طوباي و هاجر بعضهم إلى تشاد حيث يوجدون اليوم في منطقة مندي ببحيرة تشاد و لهم سلطان مقيم بأنجمينا. وبعضهم هاجر إلى نيجيريا حيث تحالفوا مع البرنو الذين كانوا يسمونهم "عرب شوى" أما السلطان شاو فقد هاجر إلى الصحراء الموريتانية الحالية التي كانت تربطها علاقات تجارية وعلمية قوية مع الشمال الإفريقي،وكان محور طرق التجارة المشهور باسم "درب الأربعين " الذي يربط بين القاهرة و ولاته مرورا بدارفور و تنبكت هو الأكثر ارتيادا منذ نهاية القرن 10 الهجري 16 م و ذلك بحكم الاضطراب الأمني الناتج عن تأثيرات الهجرة الهلالية على المحور الغربي ومسالكه المختلفة، وهو الطريق الذي يفترض أن السلطان شاو سلكه في طريقه إلى مستقره الجديد في موريتانيا. ويبدو أن شاو استقر بعض الوقت في تيرس في الشمال الموريتاني في الجبل المعروف باسمه اليوم (جبل شاو في منطقة بير أم قرين (يلاحظ ارتباط سلاطين التنجر بالجبال حيث أقاموا ملكهم الأول في جبل سي في سلسلة كاورا الجبلية في دارفور). وذلك قبل أن يتوجه إلى شنقيط حيث تُجمع التقاليد والروايات المحلية لمتداولة على ملازمته للولي الصالح القطب الرباني الطالب مصطفى ولد الطالب عثمان القلاوي(توفي 7 ربيع الثاني 1139 هـ الموافق 2 دجمبر 1726م) الذي وصفه البرتلي في فتح الشكور بـقوله "كان وليا صالحا تقيا نقيا سنيا فاضلا فارا بدينه من الفتن يحب العافية ويسعى فيها وظهرت بركته على ذريته فكان فيهم العلم والدين والصلاح وتهابهم العرب واللصوص من بركته مكرما للضيف والزائر نزيله لا يضام له حظ من الفقه وله مكاشفات يتكلم بالحكم) (فتح الشكور تحقيق عبد الودود عبد الله وجمال الحسن، ص:221-222) . ويبدو أن الولي الطالب مصطفى احتضن شاو و ذريته احتضانا خاصا وقربهم واشتهر عنه قوله "أهل شاو مني انتشاو" للتعبير عن قوة الولاء والترابط بين ذرية شاو وذرية الطالب مصطفى من بعده. ونتيجة للحروب والصراعات التي وقعت في شنقيط وغيرها من حواضر الشمال (تينيگي - وادان- تشيت )وتراجع أهميتها التجاريه بسبب انزياح طرق التجارة عنها انطلقت هجرات كبيرة من الشمال إلى الجنوب وتأسست حواضر جديدة (تججگه - قصر السلام...). في هذا السياق التاريخي خرج الطالب مصطف من شنقيط ومعه خاصته وأصفياؤه الذي كان منهم شاو وأقام "حلة" له في منطقة ارگيبه كانت مأوى ومركز استقطاب لمجموعات عديدة ستشكل لاحقا كيان قبيلة لقلال في الجنوب. وهي الحلة التي تذكر مصادرنا التاريخية حادثة إغارة الرماة ( ) عليها بقيادة القائد الرامي المعروف ب "عمر الهزهاز" في منطقة "بلاعة"( ) سنة 1113 ه /01 1701-م والتي كانت نتيجتها هزيمة المغيرين ورجوعهم فرقة بعد فرقة على حد تعبير الطالب احمد ولد اطوير الجنة .(تاريخ ولد اطوير الجنة تحقيق سيد احمد احمد سالم ص 50) وبعد وفاة الطالب مصطف ستتحول قيادة هذه الحلة إلى حفيده الطالب جدو الذي عاش في حضن جده الطالب مصطف وأشرف بنفسه على تربيته بسبب وفاة والده نختيرو و هو صغير، فاستمر الطالب جدو في سياسة جده وتدبير أمر قومه على أحسن وجه حتى وفاته سنة 1184هـ/70-1771م على الأصح من الأقوال. وقد وصف صاحب فتح الشكور الطالب جدو بقوله" كان رحمه الله تعالى فقيها صالحا عالما بأصول الدين سنيا تقيا يبكي من خشية الله تعالى حسن الخط كثير الحياء و حكى عنه تلميذه سيدي محمود الواداني أنه قال ما عصت الله جارحة من جوارحه السبع قط له منقبة عظيمة من كرامات الأولياء ...لم تلهه الدنيا عن اآاخرة وكان ذلك عجبا لأنه ابتلي برئاسة وسياسة أمور قومه وما شغله ذلك عن قراءة ولا عبادة فارا بدينه من الفتن (فتح الشكور ص:156-157). واستقرت ذرية شاو بعد الطالب مصطف مع حفيده الطالب جدو وذريته من بعده وشكلوا مكونا من مكونات كيان أهل الطالب جدو في الرگيبه وأفله. وقد اشتهر أهل شاو والمعروفين كذلك بأهل محم بالعلم والفضل وباهتمامهم الخاص بدراسة القرآن وتدريسه.وتذكر تقاليدهم المحلية نماذج كثيرة من اشتغالهم بالعلم وتعدد العلماء والمفتين فيهم (أكثر من سبع علماء متجاورين يصلون في مسجد حي واحد ) وكذلك تعدد محاظر تدريس القرآن وعلوم الشريعة عندهم. ونذكر من نماذج علمائهم وحفاظهم البارزين للمثال لا للحصر كل من : القاضي احمد بن الهادي بن شاو وحفيده القاضي كذلك سيدي محمد بن ييـــي و محمد امبارك وابنه محمد المختار الملقب ديدار واحمد بـــــي الملقب ابحيده و محمد بن وي الملقب اجيده وابنيه جدو والصغير و محمد عبد الرحمن بن جدو و القاضي احمد بن الصغير الملقب بــــــــ"اجرجار" و الفقيه إطول عمرو والعارف بالله محمد الأمين بن الصغير"أبو" المتقن للقراءات العشر. والحافظ العابد ذو الكرامات أحمد فال بن الصغير بن وي الملقب "أبال" وأبناؤه الخمسة الحفاظ والذين برز منهم في العبادة والسياحة محمد بن أبال و اشتهر منهم احمد بن ابال بقوة الحفظ و حسن التلاوة، ونذكر من حفاظ أهل محم البارزين كلا من: المصطفى بن الصغير بن وي و احمد فال بن محمد بن الصغير المعروف بـ"ابال" ، و عالي بن شاو و محمد فال بن سيدي المختار. و محمد بن الصغير الملقب "من" و محمد الأمين بن الصغير بن جدو و أخيه يحي المشهور بالحفظ والكرم وحسن الخط، و الحافظ الزاهد محمد شعيب بن أحمد داد (النينه)والحافظ محمد شعيب بن الصغير والعالم أحمد بن شعيب وابنه سيدي المختار رحمهم الله تعالى جميعا. كما كان دور أبطالهم بارزا في مقاومة المستعمر و شاركوا في عدة معارك مثل: معركة البيظ (11مارس 1909) و معركة أجار لعصابة (02مايو 1911) و معركة الجحافية (12مايو سنة 1911) واستشهد منهم في يوم أجار بقيادة المجاهد البطل سيدي بن الغوث كل من: محمد الهادي بن سيدي محمد بن ييــــي و سيدي محمد بن احمد بــــــي و محمد المصطفى بن محمد المختار الملقب شيون و سيدي محمد بن محمد بن احمد بابو ، كما برز منهم أبطال و مقاومون أبلوا بلاء حسنا في الدفاع عن الوطن والذود عنه نذكر منهم: ابات اهلو بن يــيــــي وابنه احمد. و أحمد بن سيدي المختار و وشعيب بن احمد بابو و احمد داد بن سيدي بكر . ونذكر من وجهائهم وقادتهم البارزين شعيب بن احمد بابو المشهور بالقوة والحسن مع حظ لابأس به من التعلم (تلميدي حته وامتين حته و زين حته) الذي يرجع له الفضل في استقلال المجموعة وهيبتها ، والفارس البطل الكريم محمد بن الصغير بن امحمد (المشهور بفرسه المعروفة بالعنايه) و الفقيه والقائد إطول عمرو بن محمد عبد الرحمن الذي ساس أمر المجموعة بحسن تدبير و الوجيه سالم بن محمد الأمين بن الصغير الذي لعب دورا كبيرا في رفع صيت مجموعته ومكانتها . ومن أعيان المجموعة الذين اشتهروا بالإنفاق سيدي المختار بن محمد الهادي الذي اشتهر بمواساة فقراء مجموعته والإحسان إليهم و أحمد طالب بن وي و كان له حظ من الفقه و سيد محمد بن احمد صالح. ونذكر من أعيانهم كذلك الصغير بن ابحيده المعروف بـ"اخيارهم" البكاء من خشية الله والبطل سيدي بكر بن احمد بابو و الشهم الشجاع بيده بن با اعمر. أما محاظر المجموعة المشهورة فنذكر منها للمثال لا للحصر: محظرة أحمد بن وي (أحمد بن محمد بن سيدي عبد الله) في ضواحي الطينطان كان يضرب المثل في إتقان خرجيها للقرآن وعلومه ، و محظرة محفوظ بن البني و محظرة مختور بن حبيبان و محظرة سيدي محمد بن الصغير بن امحمد كلها في أفله و محظرة أحمد بن شعيب التي ورثها ابنه سيدي المختار (ددار) في منطقة نواملين و تخرج منها كثير من الحفاظ ومدرسي القرآن في تلك المنطقة. وتظهر المكتبات التي تزخر بعديد الكتب والمخطوطات و المراجع والوثائق الموجودة لدى عدة أسر من المجموعة اهتمامها الكبير بالعلم وانشغالها الخاص به، نذكر من أمثلتها مكتبات كل من: أهل ديدار وأهل محمد عبد الرحمن و أهل الخيمه العامرة و أهل الصغير بن وي و أهل شعيب وغيرها. وتتضمن هذه المكتبات عديد الكتب المخطوطة بيد بعض أبناء المجموعة نذكر من أمثلتها: مصاحف مخطوطة في مكتبة كل من أهل ديدار وأهل شعيب ونسخ مخطوطة من كتب مرجعية مهمة مثل كتاب الحطاب بخط ديدار وكتاب المغني بخط احمد بن شعيب وعدد كبير من الكتب والرسائل والوثائق المهمة. تعتبر منطقة أفله الموطن الأصلي لمجموعة أهل محم وحواضرهم فيها هي: اكنيكيصه (15 كلم جنوب غرب تامشكط )وممردي (45كلم تقريبا جنوب تامشكط)وحي "البونيه" في الطينطان. و لهم حضور في واد ام الخز و أم اشگاگ وكيفه ونواملين فضلا عن وجودهم في نواكشوط ونواذيبو. وفي ما يلي شجرة أسر أهل محم كما وردت في الوثائق المحفوظة عندهم.

تعليقات
إرسال تعليق