محمد المختار ولد عبدي القلاوي

مهما كنت ضليعا في أساليب الكتابة ومتمكنا من مفردات اللغة تنساق لك حيث ما وجهتها. هناك أشخاص لا تسعفك أبدا في كتابة سطر واحد عنهم مهما رغبت في ذلك. لكن عكس هؤلاء هناك من أوجدوا لأنفسهم في القلوب مكانة لا تنمحي مهما تعاقب عليها الحدثان ومهما حاول الزمن أن يطمرها في طياته وحين نود الكتابة عنهم لا نجد صعوبة في ذلك فكل شيء فينا مشحون بالحب والوفاء لهم. وذلك تماما ماحدث حين أردت أن أسجل اعترافا بما تركه علم بارز من أعلام قبيلة لقلال من مجد مؤثل تليد حفظه من آبائه وأجداده وحفظه منه أبناءه وأحفاده, هو محمد المختار ولد سيد محمد ولد احمد طالب ولد خطري ولد عبدي ولد مولود, المعروف ب( ساتر لقلال) هذا الطود الشامخ والنجم الذي لا تأفل مكارمه كان دفئا ومأوى لكل أفراد قبيلته وغيرها من القبائل التي تسكن بجواره من تامشكط إلى الطينطان وغيرهما من المناطق التي تأتيه منها الركبان ترجو نواله وعطاياه التي لايمنعها بعد ولا يزيدها قرب. فكأن ما عناه الشاعر بقوله : تعود بسط الكف حتى لو أنه *** ثناها للقبض لم تجبه أنامله ولو لم يكن في كفه غير روحه** لجاد بها فليتق الله سائله تراه إذا ماجئته متهللا**** كأنك تعطيه الذي أنت سائله هو البحر من أي النواحي أتيته *** فلجته المعروف والجود ساحله خلال حياته المليئة بالعطاء قدم محمد المختار ولد سيد محمد ولد خطري لقبيلة لقلال ما لم يقدمه لها غيره. فقد بنى السدود وحفر الآبار’ وسعى بكل وسائله وعلاقاته لتوفير العيش الكريم لأفراد قبيلته وغيرها من القبائل التي كانت تربطها به علاقات ود وممن كانت تقيم في حيزه الجغرافي. كما كانت له صلة قوية بالسلطات في تامشكط ومن خلال تلك العلاقات كان يسهل الإجراءات الإدارية للذين كانت لديهم مظالم لدى السلطات, أو كانوا معتقلين لتأمين إطلاق سراحهم. محمد المختار رغم كل المسؤوليات والمهام التي وضعها على عاتقه,- وهو لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا- لم تشغله عن الجانب الروحاني في حياته, فقد كان عابدا زاهدا في بهرج الحياة, لم يغتر يوما بالمكانة الاجتماعية والعلمية التي خصه الله بها، فقد كان معروفا بالاستقامة وملازما مجالس الذكر والعلم منذ الصغر وشب على ذلك وعليه شاب حتى وافاه الأجل المحتوم عام1997 تاركا سمعة طيبة ملأت الآفاق وإرثا من المجد خلده بعد رحيله . ( فأًم الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض...) صدق الله العظيم. رحم الله محمد المختار ولد سيد محمد ولد احمد طالب ولد خطري ولد عبدي ولد مولود, وأسكنه جنات الخلد وأنزله منازل الشهداء والصالحين. وبارك في ذريته من بعده وجعلهم خير خلف لخير سلف .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قبيلة لقلال ... في سطور

أولاد سيد بوبكر المعروفين محليا ب"شرفاء لقلال

نبذة مؤجزة عن قبيلة الاقلال